مشاريع صغيرة ناجحة تُشْتَرَى .. ولا تُباع!
حلم العديد من رواد الأعمال هو إنشاء أية مشاريع صغيرة ناجحة تحصل على مزيدٍ من الشهرة أو أن يُسْتَحْوَذَ عليها مُقابل مبلغ كبير.
وفي حين أن عمليات الاكتتاب من الصعب دخول أصحاب الشركات الناشئة فيها، تظل عمليات الاستحواذ هي الأكثر شيوعًا.
السرّ الحقيقي يكْمن في أن الشركات الجيدة تُشتَرَى ولا تُبَاع. وبعبارة أخرى، فإن أفضل الشركات هي من تلقى رغبة الحصول عليها مِنْ قِبَلِ الآخرين وليست من ترغب بشدة في أن تُباع.
لكن كيف لمؤسسي الشركات الناشئة أو المديرين التنفيذيين ضمان شراء شركاتهم وعدم بيعها؟
في حين أن المسار الواضح هو ما يبني أي شركة كبيرة ومتطورة، لكنه ليس بالضروري أن يكون كافيًا في كل مرة. هناك عدد من الأمور الأخرى التي يمكنكم القيام بها. لدينا ثلاث نصائح أساسية لتساعدكم في هذه العملية.
تأسيس التواجُد والحضور
أول خطوة لابد منها لإنشاء مشاريع صغيرة ناجحة تُشتَرَى هي إقامة تواجُد وحُضُور في السوق وبين الجمهور.
ربما لديك خبرة أكثر من أي شخص في تخصصك أو معلومات أكثر عمقًا عن السوق، لذلك لا تقلقوا من مُشاركتها مع اخرين.
قد يكون لديك أفضل التقنيات في العالم، لكن إذا لم يسمع عنك أحدًا؛ لن يفكروا فيك من الأساس. لذلك فإن رواد الأعمال الذين يحققون تواجدًا متميزًا لشركاتهم الناشئة عادة ما يحصلون على نتائج إيجابية.
اعلموا أنكم لستم بحاجة إلى تواجد أخباركم على المواقع الإخبارية الشهيرة ذات الملايين من الزوار لإنشاء تواجد متميز بين العامة.
والأمر لا يتطلب أيضًا علاقات عامة مع الآخرين أو تسويق تقليدي. لكن اللوحات الإعلانية – أو الإعلانات في المواقع الكبرى -، وإنشاء مدونة متميزة وكتابة منشورات متخصصة في مجالك، يكفي ذلك لأن تصنع تواجدك وحضورك المنشود بين مرتادي الإنترنت.
نصيحة خبير: عليك كرئيس تنفيذي لشركة ناشئة أو مشروع صغير ناجح أن تكون لديك الرغبة في أن يبدأ المشترون – المستثمرون – في السماع عنك ومحاولة التحدث معك.
الشراكات
ثانيًا، الشراكات ذات أهمية قوية للغاية في بناء العلاقات التي يُمْكِنُ أن تتطوَّرَ إلى عملياتِ استحواذٍ أكبر.
وهذا يعني أنه يتوجب عليكم التفكير بشأن الشركات التي من الجيد الدخول معها في شراكة ويُمْكِنها أن تستفيدَ من منتجك أو خدمتك.
وما هو مُلاحظ على هذه العملية أن الشراكة تزيد من قيمة الشركة بصورةٍ كبيرة، وتدفع العديد من الشركات الأخرى للاستحواذ معك؛ لذلك من المهم جدًا – جدًا! – الشروع في التفكير في هذه المرحلة مبكرًا، حتى تحصد ثمارها مبكرًا.
كما أن الشراكة تعتبر وسيلة رائعة للتحدُّثِ والتعرُّفِ على المستحوذين المُحْتَمَلين، دون الحاجة إلى أن تضع نفسك في ضغوط مناقشات الدمج والاستحواذ.
نصيحة خبير: تبدأ 50% من عمليات استحواذ المشاريع الناجحة من مستوى معين من مناقشات الشراكة.
هناك مشاريع صغيرة ناجحة لرواد أعمال يتم الاتفاق معهم لعقد شراكة – ربما ترتبط لفترة زمنية محددة -، بالنسبة للمستثمر، يراها فترة تجريبية، وبعد أن يتعرَّفُوا عليك، إن وقعوا في حُبّ مشروعك/شركتك/خدمتك/منتجك؛ سيقومون بطلب شراءها منك، تأكَّدْ مِنْ ذلك.
المهارة لإنشاء مشاريع صغيرة ناجحة
ثالثًا، اعلم أن الموهبة والمهارة بمثابة عامل رئيسي وسببًا في استحواذ الشركات.
وأفضل المهارات هي من تجذب الانتباه إلى شركاتها، حتى وإن كان حجم الشركة صغير نسبيًّا.
لذلك، إن كان لديك مشروع بسيط وناجح ولديه وجود في الأسواق؛ عليكَ توظيف أصحاب المهارات لإحداث فارق حقيقي في شركتك، يمكنك ذلك من خلال منصات على غرار مستقل وبعيد، مما سيسمح للآخرين باحترام أعمالك، ويؤدي بدوره إلى ظهور المُشتَرين المُحْتَمَلِين وعقد علاقات معهم.
نصيحة خبير: كبائع مُحْتَمَل، عليك أن تفكِّرَ بعقلية المُشْتَرِي الْمُحْتَمَل. وهذا يعني فَهْم ما يُريدُه تمامًا، وما يُمْكِنُك القيام به له. وحينها لن يترددوا في عملية الشراء؛ طالما أن لديك ما يُوَفِّرُ حلَّا لأكبر مشاكلهم.
ونجد بعض المديرين التنفيذيين لأيَّةِ مشاريع صغيرة ناجحة يرغبون في الذهاب للقاء المشترين المحتملين، ثم تجدهم يتحدثون فقط حول المنتجات وما لديهم من مميزات.
حينها فقط ستجد المشترين المحتملين لسان حالهم يقول لك:
“أنا لست مهتمًّا بذلك، ربما لديك التقنيات، لكنك لا تمتلك المهارات الكافية لإدارة المشروع، وهذا صراحة ما يقلقني تجاهك“.
لذا، حاولوا إظهار وإبراز مهاراتكم الحقيقية للحد من قلق المشترين المحتملين نحوكم.
ماذا بعد الاستحواذ؟
يمكن لمالكي مشاريع صغيرة ناجحة أن يقوموا بكل ما سبق لمزيد من احتمالات الاستحواذ والنجاح، لا تزال هناك مسألة إجراءات الاستحواذ بعد الاستحواذ.
الاستحواذ من المشاريع الكبرى، وأيضًا أمور أخرى قد تسوء. بعضهم إذا اشترى شركة/شركات، فإن فريق المشتري عادة ما يكون لديه خطة مُفَصَّلة للغاية بعد الحيازة.
وتشمل العديد من القرارات، مثل ما يجب القيام بتغييرات داخل الشركة الناشئة. بما في ذلك فريق التمويل، والمهندسين، والمبيعات، والدعم، وحتى الرئيس التنفيذي. كذلك يحتاج المُشْتَرِي لمعرفة كيف سيندمج فريق العمل الجديد مع القديم. ومن أهم من يحمل أعباء هذه الأمور هي إدارة الموارد البشرية، التي إذا لم تستطع حل هذه الأمور التي تبدو بسيطة مثل المزايا والعطلات بصورةٍ جيدة؛ يُمْكِنُ أن تموت روح الفريقين المعنوية في أسرع وقت.
إذا حاولت البدء في تطبيق بعض هذه الاستراتيجيات المذكورة على أية مشاريع صغيرة ناجحة ومربحة؛ ثق في أنك تعطي نفسك خيارات استحواذ أفضل في المستقبل.