أخصائي سيو .. أكثر من مجرد وظيفة!
حسنًا، أعترف أنني كتبت هذا العنوان للحصول على مزيدٍ من النقرات! لا أفخر بهذا، وإنَّمَا سأكون كذَّابًا إن لم أخبركم بذلك من البداية.
لكن بغضِّ النظر عن ذلك، العنوان في حقيقة الأمر حقيقة واقعة في الآونة الأخيرة. فإذا كان أحدكم لا يزال مسؤولًا عن استحضار المزيد من الزيارات لأحد المواقع، لن أخبركم بما يتوجَّب عليكم فعله، ولكن وسائل الحصول على الزيارات لم تَعُدْ كسالف عهدها في الماضي، فباتت وظيفة أخصائي محرك البحث سيو SEO ليست مُجَرَّد وظيفة واحدة. فعندما تخبرني أنك “أخصائي سيـو”؛ فهذا يعني أنَّك بالفعل تقوم بالعديد والعديد من المهام التي لا تُعْتَبَر SEO.
إذا كان الأمر كذلك، ما هو الوصف الوظيفي إذًا لتلك المهام؟
أخصائي سيو + مُطَوِّر مُحتَوى
هذا الجزء من عمل أخصائي سيو ليس مفاجأة بالتأكيد؛ وذلك نظرًا لمدى تأصله بنظرية “المحتوى هو الملك” فأصبح من صميم المهنة.
لا توجد وسيلة تسمح لكم بالحصول على مرتبةٍ جيدةٍ في محركات البحث دون محتوى جيد، ونرى الآن انتشار الربط بين كُتَّابِ المواقع وفريق عمل تحسين محركات البحث. وذلك بدلًا من الكتابة والنشر دون استخدام تقنيات السيـو.
وفي حقيقة الأمر، بالنسبة لبعض من يشغل مهنة أخصائي SEO، ربما يُعاني من فقدانه للقدرة على إنشاء محتوى، ونراه أمرًا طبيعيًا لأنها مسألة لا يُمْكِنُ تعلُّمها بقواعدٍ أو صيغ معينة، بينما تتطلَّب وجود الموهبة من البداية لتطويرها فيما بعد للحصول على محتوى جيد. لذلك من يجمع بين الميزتين هو بالتأكيد قادرًا على الاستمرار في هذه الوظيفة.
أخصائي سيو + داعم لتجربة المستخدم UX
كانت العلاقة بين SEO وتجربة المستخدم (UX) في بداية الأمر غير طيبة، وأنا ألوم تقنيات تحسين محركات البحث. كُنَّا بالفعل نقوم بعمل أمور مزعجة للغاية – على غرار مجبر أخاك لا بطل – لمعالجة خوارزميات المواقع لتبدو أبعد ما تكون عن تجربة جيدة للمستخدم، فلا عجب لمن يشغلوا وظائف تتعلَّق بتجربة المستخدم أن يكرهوننا.
لكن الأمور تختلف تمامًا الآن. محركات البحث ترغب في مشاهدة ما يودّ المستخدمون لرؤيته.
على الرغم من عدم تصريح موقع جوجل الالكترونى بأن تجربة المستخدم الجيدة تؤثِّر في ترتيب ظهوركم في نتائج البحث، إلا أنه توجد الكثير من التكهُّنات أنه سيتم إضافة تجربة المستخدم على الأجهزة المحمولة إلى خوارزميات تحسين محركات البحث. وهذا يعني أنه في حالة أنكم ترغبون في الحصول على مزيد من الزيارات إلى صفحاتكم؛ عليكم تقديم تجربة جيدة للمستخدم من خلال تلك الصفحات.
أخصائي سيو + مُخَطِّط استراتيجي “رقمي”
خلال العام الماضي، لاحظنا تغييرًا جوهريًا في الكيفية التي تعمل بها مُحسّنات محركات البحث – وتحديدًا الجانب التسويقي منها، وليس الجانب التقني.
أصبحنا نفكِّر كثيرًا قبل مرحلة التنفيذ والتطبيق لقواعد الـ SEO. بل ننفق المزيد من الوقت على المواقع، والمزيد من الوقت في التفكير في كل نقطة من المحتوى والبيانات وكيف سيستخدمها الزوّار والعملاء مما يجعل الموقع الذي نعمل لأجله يبدو أفضل. لا أدَّعِي أن مُحَسِّن محركات البحث هو صانع القرار الوحيد، لكنك إذا كنت أخصائي سيو اليوم؛ فهذا يعني أنك تلعب دورًا أكبر في الاستراتيجية الشاملة للموقع، وهذا أمر يجعلنا بحاجة إلى أن نتأهَّب له.
وللأسف، لا يزال هناك العديد من أصحاب المواقع – بل وممن يشغلون تلك المهنة – ينظرون إلى تحسين محركات البحث وكأنها قوالب في صومعة، لذلك فالأمر متروك لك، إمَّا أن نكشف عن تأثيرك الحقيقي على الموقع، أو مجرد وضعك لكلماتٍ بحثيَّة في العنوان وبعض المواضع داخل المحتوى.
أحصائي سيو + مُسَوِّق إبداعي
من السهل أن تحصل على بعض الروابط الخارجية. مجرد بضع البيانات الصحافية، ثم نشرها على المواقع المختصّة والتي تهتم لذلك، وانتهى الأمر.
دعني أخبرك أن هذا الأمر كان سهلًا يسيرًا في السابق. الآن، أي رابط، سواء أنشأته بيدك أو نشره أحد لك، يتطلَّب المزيد من التفكير والقليل من العمل، بمعنى آخر، علينا أن نصبح أكثر إبداعًا في الطريقة التي نحصل فيها على الروابط الخارجية.
وبدلًا من مفهوم “إنشاء الروابط”، علينا أن ننشئ جمهورًا يرغب في محتوانا، وهذا ما يجبرنا كمُحسِّني محركات البحث في التفكير بطريقة أشبه بالمُسوِّقين. ما الذي تفكر فيه الشريحة المستهدفة وترغب في إيجاده لدينا؟
عند التفكير في مثل هذا، تجد أنَّك لا تقم بإنشاء حملات سيو ضد المنافسين أو بناء روابط؛ وإنما تقم بإنشاء حملات تسويقية مع وعيك الكامل بقدرات العلامة التجارية التي تعمل من أجلها، وتعزيزها في الشبكات الاجتماعية، هذه مجرّد بعض الأمثلة لما يتوجَّب عليك التفكير فيه خلال تلك المرحلة.
وكما هو واضح، لا يمكنك الآن أن تفعل العديد من المهام مِنْ نفسك دون التعاون والرجوع إلى الإدارات الأخرى كإدارة التسويق للشركة أو الجهة التي تُحسّن ظهورها على محركات البحث – وهذا يقودنا إلى أهم وظيفة لكل أخصائي سيو….
رئيس المُشَجِّعين!
وظيفتك كمُحَسِّن محركات بحث الحقيقية هي تثقيفك للفرق الأخرى التي تعمل معك على الموقع، هذا ما تكتشفه مع مرور الوقت؛ لأنك بطبيعة الحال، من ينسج خيوط العمل بين كافة العاملين على الموقع.
الغاية الحقيقية لأصحاب المواقع، والكُتَّاب، والمسوّقين، هي الحصول على مزيدٍ – وأكبر كمّ – من الزيارات. وأنت بيد هذا الزمام، ومهنتك تتطلّب منك تشجيع الآخرين على تطوير أنفسهم لتحصيل غاياتهم.
واعلم أن نجاحك الحقيقي من نجاح هؤلاء. فإذا تمكَّن المسوّق من نشر وعمل حملات ناجحة من خلال نصائحك، فأنت ناجح. وإذا تمكَّنَ الكاتب من صياغة مقال يحتوي على الكلمات البحثية دون إيجاد خلل في شكله ومضمونه من خلال نصائحك فأنت ناجح. وإذا استطاع مطوّر الموقع والمصمم من تحسين ظهور شكل الصفحات على كافة المنصّات – سطح المكتب أو المحمولة – من خلال ملاحظاتك؛ فأنت ناجح.
هل بلغ مُحسِّنُو محركات البحث في العالم العربي هذا المستوى؟ ربما القليل منهم فقط، من الناحية النظرية الأمر ليس صعبًا، لكن تظلّ الطريقة الوحيدة للوصول إلى ذلك وتحقيق أهدافك كأخصائي سيو هي التواصل والاعتماد على كافة أفراد فريق العمل؛ لتوضّح لهم فهم الكيفية التي يؤثرون بها على الأداء الرئيسي للموقع على محركات البحث.
المقال مُتَرْجَم بتصرُّف