أول ما عليك فعله من أجل تحديد اتجاهات السوق هو تحديد التغييرات التي تجري على الساحة، وكيف يمكنك استخدامها والتعامل معها.
كي يتخذَ رائد الأعمال قرارًا بشأن أعماله التجارية؛ عليه أن يختار: إمَّا أن يُبادر إلى الأسواق المشهورة والمعروفة بقوةِ المنافسة ويدع نفسه تخوض حرب الأسعار، وفي المقابل يشعر بالراحة، وله نطاق واسع من المستهلكين، وإمَّا أن يخوض مخاطرةً في الاتجاهات الجديدة، بمعنى استكشاف اتجاهات السوق، خاصة الجديد والنادر منها.
بالنسبةِ لأولئك الذين يختارون الخيار الأول؛ فهم على ما يُرام. بمجرد خفض التكاليف، وضبط هامش الربح سيجدون مكانهم تحت الشمس. نعم لن يجدوا نتائج مذهلة، لكنها شبه مضمونة طالما كان العمل في هذا الخيار مدروس ومنظَّم.
أمَّا بالنسبة لأولئك الذين يُفضِّلُون الخيار الثاني – مثلي -، لاكتشاف السوق الجديد، إنشاء عادات الاستهلاك والابتكار؛ ستأتيهم النتائج الربحية على المدى الطويل، لكن من المؤكد أنها أعلى من الخيار الأول. لكن السؤال هو كيف يمكنني معرفة ما هو آت؟ وبمعنى آخر: كيف يمكنني معرفة اتجاهات يوق ما لأول مرة أخوضه؟
أعتقد أن ذلك يرجع إلى عملية الاستعراض، وإجراء البحوث، والذهاب إلى الميدان نفسه؛ لِفَهْمِ الاتجاهات الجديدة وإنشاء الأعمال التجارية بناءً على ذلك. هل تريد مثالًا على ذلك؟ إننا على علمٍ بأن الإنسان يودُّ العيش لفترةٍ أطول وبصحَّةٍ جيدة، ونعلم أيضًا أن ذلك الهدف لن يتحقق إلا مع اتِّباعِ نظام غذائي ومُمَارسة الرياضة، ومراعاة البدن، والوقاية من الأمراض … إلخ، وباختصار، جميع الأسواق المرتبطة بذلك لها آفاق جيدة.
من يعمل على تحسين حياة البشر، سواء من خلال إنتاج منتج أو توفير خدمة، فهو في منتصف الطريق. فإذا عاش الناس لفترةٍ أطول، فهذا يعني أن هناك الكثير من كبار السنّ، أليس كذلك؟ وهذا تخصص آخر كبير وجيد يمكن استغلاله. تفكيرك يجب أن يعمل بتلك العقلية.
وبالتأكيد لا يمكننا أن ننسَ التأثير المُعاكس لذلك، ألا وهو التساهل / التسامح مع النفس. عادة من يركز على الصحة والعافية نجده يوفّر لنفسِه بعض التنازلات، ويهرب قليلًا من روتين الطعام الصحي كمكافأة. لذلك، فإن الشوكولاتة، والحلوى المحلية بشكل عام، وما شابه ذلك، له آفاقًا جيدة للمستقبل.
هناك من قام بالعمل وتنفيذ الكثير مما ذكرناه بداخل هذه المجالات والأسواق، لكن لا يزال هناك الكثير لم يتم تنفيذه ولا الخوض فيه بعد. نحتاج إلى اكتشاف الفُرَص والثغرات في هذا الصدد، ثم ربطه مع تحليل مجتمع المعرفة والمعلومات بشكلٍ حاسم، مع مراعاة علوم الإنسان – الإنثروبولجي – بطريقة علمية دقيقة، ولا تنس ضرورة وجود جرعة إضافية من الاهتمام لما يحتاجه سوقك الجديد.
كذلك فمن الأفضل إضافة ظروف وبيئات جديدة. ماذا عن التفكير في الطعام مع مشاهدة معالم المدينة، أو صالات رياضية تبيع منتجات لكبار السن؟ لكن انسَ تلك الصورة القديمة عن المُسِنِّينَ؛ فالكبار الجُدُد يتطلّعون إلى عيش اللحظات السعيدة والتجارب الحيّة.
سيجد أي رائد أعمال طريقته الخاصة للنَّظرِ في تطلّعاته، بجانب البحث في رغبات السوق، والتوقعات المستقبلية للمجتمعِ مِنْ حولِه، والطريقة التي سيتَّبِعها في حياته الريادية. لكن أعتقد أن الطريقة المذكورة أعلاه هي أحد تلك الطرق.
وتذكَّر أن الهروب من الروتين يعطينا وجهة نظر أخرى من زوايا مختلفة، ويفتح مدارك العقل على الأفكار المُبتَكَرة والجديدة.