في نهاية شهر أبريل، أعلنت إنستجرام أنها ستتوقف عن عرض عدد مرات الإعجاب على الصور المنشورة على شبكتها الاجتماعية. وفي الوقت الحالي، يقتصر هذا الاختبار على كندا، لكن كان تأثير الخبر وحده كالزلزال على المستخدمين؛ لأنه على الرغم من أن الناشر يعرف عدد الأشخاص الذين استمتعوا بمنشوراته، إلا أن بقية العالم لن يكون قادرًا على تقدير شعبيّته.
تبدو نية إنستجرام جيدة للغاية، حيث تضْمَن المنصة أن هذا التقييد من شأنه أن يزيل الضغط على المستخدم ليسمح له بتنافسية عادلة. وكما ورد في بيان الشركة “نُريد من متابعيك التركيز على ما تُشاركه، وليس على عدد الإعجابات لمشاركاتك”.
الآن، انقسم جمهور إنستجرام إلى فريقين، أحدهما لم يعجبه إخفاء الإعجابات، والآخر أحب الفكرة لأنها ستؤدي إلى إنتاج محتوى قيّم. وهذا يجعلنا نتساءل…
من يستطيع التأثير رقميًّا على إنستجرام بعد قرار إخفاء الإعجابات؟
يدعو السيناريو الجديد إلى تدابيرٍ مبتكرة وجديدة. لمواجهة نقص الإعجابات والاستمرار في إرضاء جمهورك (أو حتى أصدقائك فقط)، يحتاج المستخدمون إلى إنشاء محتوى أكثر ملاءمة وجودة، ويؤثّر فعليًّا على الآخرين.
ومع ذلك، هناك أمران مُحتمَلان: أن يمتلئ إنستجرام بالمحتوى المبتكَر والمُلهِم والمحفّز والمتنوِّع، أو أن يهاجر قطيع من المستخدمين إلى الشبكات الاجتماعية الأخرى حيث يُمكنهم إظهار مدى إعجابهم للجميع. لكن في كل الأحوال، فإن إزالة المحتوى الفاسد، والإجراءات الاحتيالية، والحالات السامة التي تحظى بشعبية كبرى، سيؤدي إلى انخفاض وجودها بشكلٍ كبير.
منافع قرار إنستجرام أعمق مما تظنّ
بغضّ النظر عن آرائك الشخصية، تدرك إنستجرام جيدًا أن الأعمال ذات التأثير الرقمي هائلة، وأنها تُدرّ الكثير من المال. ويُمكن لأمثال الجمهور “الخفي” أن يجعل الحياة صعبة على العلامات التجارية التي تميل إلى اختيار المؤثرين على إنستجرام وفقًا لمعدلات المشاركة والوصول إليها.
إن أبسط الحلول لأولئك الذين يعتمدون على هذه المقاييس للقيام بصفقة ما، هو الاستثمار في إنتاج محتوى مصوّر/مرئي هادف؛ لأنه بصفتك مالك الملف الشخصي سيكون لك وحدك حقّ الوصول إلى تلك المقاييس. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتَّبِعَ العلامات التجارية أيضًا مسارًا تكون فيه المقاييس الأخرى أكثر أهمية من الإعجابات، مثل عدد مرات حفظ الصورة، أو عدد مرات ظهور المنشور. ربما لاحظت أن القصص على التطبيق لم تحظَ أبدًا بالإعجابات العامة، وكانت ناجحة على إنستجرام، خاصة عندما يكون المحتوى ممتعًا وصادقًا.
ولك أن تفرح كثيرًا لأن القاع هو مصير الحسابات التي كانت تحظى بإعجابات زائفة، لأن عدد البرامج التي تُنتج هذا العدد، وكذلك الحسابات المزيَّفة، كانت تؤدي إلى تأجيج تلك الأرقام بسهولة، وهو ما لا يُمثِّل دائمًا الأداء الفعلي للمحتوى.
الحقيقة أننا نعيش في زمن اكتسبت فيه صورة بيضة عددًا قياسيًّا من الإعجابات على إنستجرام. يقول البعض إنه كان شكلًا من أشكال الاحتجاج والنقد. هل تصدّق ذلك؟ إن لم تصدّق؛ فمن المؤكد أن صحتك العقلية لا تزال سليمة مقارنة بذلك اليائس الذي يظن أن صورة بيضة تعبّر عن النقد والاحتجاج الذي بداخله!